Tuesday, October 17, 2017

هل يجوز الذكر بآه وأه - 01

هل يجوز الذكر بآه وأه -01

هل يجوز الذكر بآه وأه
جمع وترتيب
الأستاذ محمد عزمي خان بن عادل المؤيدي
(الجامعة الفاسية الشاذلية – صينافورت ، بيروالا)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله الذي أنار الوجود بطلعة خير البريّة، سيّدنا وحبيبنا وقرّة أعيننا محمد صلّى الله عليه وسلّم ما طلعت شمس وأضاء قبس. الحمد لله الذي جعل اجتماعات أهل الله موثّقة بشرعه الكريم وعلى سنّة سيّد الأوّلين والآخرين، عليه من الله أفضل الصلوات والتسليمات والتّحيّات المباركات إلى يوم الدّين. وبعد فإنّ هذا المكتوب ممّا أجراه الله على قلوبنا وإن كنّا من أهل التّقصرة فبفضل ظنّ إخواننا فينا يكون هذا العمل خيرا وبركة لأهل التّبصرة .
وفي البدء كان حديثا حول إسم الصّدر فقط شرعا ونقلا ، ونزولا عند رغبة بعض أحبابنا في الله ارتأينا أن يكون عملا شاملا يتحدّث عن التّصوّف ومشروعيّة الذّكر جهرا وجماعة والسّماع والاهتزاز ، ثمّ تناولنا بالتّفصيل الموضوع الرّئيس وهو إسم الصّدر آه. رجاؤنا ومبتغانا أن يجد فيه القارئ سؤله ومبتغاه بما يظنّه من خير ونيّة طيّبة في اجتماعات أهل الله، وأن يكون بلسما على صفحات قلبه كي يستعين به لإبلاغه للغير لما يدور حول التّصوّف، إذ المنتسب تكفيه حجّة واحدة بإيجاد برد الرّاحة والطّمأنينة عند ذكره للعمارة متمتّعا بقوله سبحانه :“ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب”.
فعسى الله الكريم أن ينفع بها من له صفاء وظنّ جميل في جمع أهل الله وينفع بها المتشوّفين لمعرفة الحقّ وشرعيّة أذكارالصّوفيّة.
فالذكر باسم الصدر آهأو ما يُسَمَّى عند القوم (الحضرة) هو شعور خاص ينتاب المنتسب لأهل الله يعبّر به عن مدى حضوره مع الله في حالة من الشوق والدّعاء والمناجاة والبكاء القلبي و التّأوّه .والذكر بهاته الكيفيّة ناجم عن تواجد عميق لما يعتري المحبَّ من وجد وتفاعل مع معاني القرآن، ومع قصائد السّلف الصّالح، وما يأتي معها من نغمات و مقامات.
ومن مقوّمات هذا الإدراك والتّفنّن فيه الذكر باسم الصّدرآهالذي يورّث حضورا خاصّا مع الله ومناجاة لا حدّ لها، إذ يصفو الباطن وتستريح الرّوح ونجد إثر ذلك إحساسا عميقا لمراقبة الله في كل أحوالنا.

معانى كلمة "آه"

1-أحد أسماء الله تعالى
2-اسم الصدر (قول الرجل عند شدة حزنه "أوه، أو آه" وهو كناية عن فرط ترحمه ورقة قلبه)
3-هو من الأسماء السريانية التي تدل على اسم (الله)

أحد أسماء الله تعالى

والقول بأن آه أحد أسماء الله تعالى يحتمل معنيين :أحدهما أن "آه" بنفسه من أسماء الله تعالى. والثاني مقصور من لفظ الجلالة.  واستدل للأول بما رواه أحمد في مسنده:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي . إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحا " . قَالَ : فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ قَالَ : فَقَالَ : " بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا " ..

وكيفية الاستدلال قول النبي صلى الله عليه وسلم "أو علمته أحدا من خلقك" ويستفاد منه أن الله سبحانه وتعالى علم أحدا من خلقه هذا الاسم من الأولياء والصالحين وتناقلوه جيلا عن جيل . فتعليمه أحدا من خلقه دليل على أنّ هذا الإسم علّمه الله لأحد من خلقه من الصّوفيّة، وصار ذكرا لبقيّة الأتباع. وهو حديث صحيح ورد في مسند الإمام أحمد وغيره. ولا يستحيل نقلا أن يكون أحد من خلقه مطّلعا على إسم خفيّ اختصّه الله به وهو ظاهر الحديث.ومن المعروف أن الصوفية الخلص من الأولياء والمشائخ نالوا مرتبة التقرب الى الله تعالى بصدق الإيمان والأعمال الصالحة وحسن الورع، ولم تكن لهم أية مخالفة للشرع، ولم يخترعوا ولم يبينوا للناس بما يخالف الشريعة، وهذا أمر مسلم بين العلماء، وإياك أن تظن بهم سوء وتعاديهم فتحبط عملك من حيث لا تشعر، وان عاديتهم فتجهز لحرب من الله .

وبما روته عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "دعوه يئن فإن الأنين اسم من اسماء الله تعالى" وسيأتي تخريجه.

يتبع.............



No comments:

Post a Comment