شبهات وردود
الشبهة الأولى:
ان الذين
يذكرون بـ "آه" خالفوا القرآن الكريم .وسموا الله بغير أسمائه الحسنى
.وأسماء الله تعالى تدل على الكمال. وأن آه لفظ على العجز والتوجع، ومعنى الحسنى أي
الدالة على الكمال، فلا يجوز أن يكون اسم من أسماء الله تعالى دالاً على خلاف الكمال ولم يرد فيه نص من كتاب ولا سنة ولا إجماع، لأن
اسماء الله سبحانه وتعالى كلها توفيقية أي يتوقف إطلاقها عليه تعالى على ورودها في
كتاب الله أو سنة نبيّه أو إجماع. ومن الإلحاد في أسماء الله تعالى هو تسميته بما لم
يسم به نفسه، ومن هنا يعلم أنه لا يجوز تسمية
الله تعالى بـ "ءاه" لأنه لفظ على العجز والشكاية والتوجع وما كان كذلك يستحيل
أن يكون اسمًا لله تعالى.
الجواب:
يقول السيد أحمد وافي الشاذلي رحمه الله تعالى
قال
تعالى “ولله الأسماء الحسنى
فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون”. قال
المفسّرون : أسماء الله كلّها حسنى،
لأنّها تدل على معاني الكمال الإلهي، سواء وردت في القرآن فقط كاسم الله تعالى
والقريب والمحيط والسريع والأحد وأحكم الحاكمين وخير الفاصلين وذي العرش وذي الطول
وغير ذلك ممّا ورد في الذكر الحكيم خاصّة أو جاءت به السنّة أيضا كقوله صلّى الله
عليه وسلم : “إنّ لله تسعة وتسعين إسما
من أحصاها دخل الجنّة : الله
، الرحمان، الرحيم ….” ( الحديث
) أو وردت به السنة وإن لم
يردمن القرآن كقوله صلّى الله عليه وسلم : “ إن
الله جميل يحب أن يرى أثر نعمته على عباده” . فهو
الجليل الجميل والولي و غير ذلك مما تفرّدت به السنّة خاصّة وليس في القرآن صراحة. فليس
المراد بالأسماء خصوص التسعة والتسعين وإلاّ لزم معارضة الأحاديث بعضها لبعض كما
لايخفى، وذلك لايُعقل.إذا
علمت ذلك علمت أنّنا مأمورون أن ندعو الله تعالى بكل إسم ثبت وورد عن الشّارع صلّى
الله عليه وسلم مطلقا، وإذا قيل أّنه لا يمكن الذكر إلاّ بالأسماء الحسنى، فنقول: هنالك
أسماء أخرى غير التّسعة والتّسعين مثل: الحنّان،
المنّان وغيرها كثير… والمصطفى
صلّى الله عليه و سلّم ناجى ربّه قائلا:” يا
حنّان ويا منّان برحمتك أستغيث
" .
وذهب بعضهم أنّ لله أسماء لا يعلم عددها إلاّ الله تتنوّع بتنوّع الجنس (الخاصّة بالجنّ ، الملائكة، الحيوانات و كل العوالم ما سوى الإنسان) لعلمنا أنّ الكلّ يسبّح بإسمه “يُسبّحُ لهُ السّماوات السّبعُ والأرض وما فيهنّ” سورة : الإسراء . الآية : 44 .
وقد أشار إلى تعدّد الأسماء باختلاف الأحوال حديث الدّعاء :"اللهمّ إنّي أسألك بكلّ إسم هوَ لك سمَّيتَ به نفسكَ أو استَأْثَرتَ به في علمِ الغَيْبِ عِندك أًوْ أنزَلْتَهُ في كِتَابك أو عَلّمتَه أحدا مِن خلْقكَ أن تجعَلَ القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا و…….) الحديث .
فتعليمه أحدا من خلقه دليل على أنّ هذا الإسم علّمه الله لأحد من خلقه من الصّوفيّة وصار ذكرا لبقيّة الأتباع. وهو حديث صحيح ورد في البخاري ولا يستحيل نقلا أن يكون أحد من خلقه مطّلعا على إسم خفيّ اختصّه الله به وهو ظاهر الحديث.
وهو من الأدلة القوية على أن آه اسم من
أسماء الله تعالى ،ويشهد له حديث عائشة رضي لله عنها مرفوعا "دعوه يئن فإن
الأنين اسم من أسماء الله تعالى". ولا نسلم بأن هذا الحديث موضوه كما بيناه .
لأنه حديث حسن لغيره كما قال العلامة العزيزي ، أو ضعيف فقط كما قال الألباني
وغيره.
الشبهة الثانية:
مخالفتهم
للسنة النبوية المطهرة، أما ما يرد على هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم فما ثبت عنه أنه قال: "إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب
أحدكم فلا يقل: ءاه ءاه فإن الشيطان يضحك منه" أو قال: "يلعب منه"
رواه الترمذي والحافظ المجتهد ابن المنذر وابن خزيمة واللفظ له، فلو كان لفظ ءاه
من أسماء الله تعالى التي يتقرب بها إلى الله تعالى كما يزعمون لم يقل النبي صلى
الله عليه وسلم: "فإن الشيطان يضحك منه".
الجواب:
انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى، ويجزى لعمل الإنسان حسبما نواه،
والفرق ظاهر بين من يقول آه آه بقصد الشوق الى الله ونيل قربه وبالذي يحب الله
تعالى، وبين من يقوله بتحريض الشيطان والتساهل وبالذي يكرهه الله تعالى، وقد قدمنا
الأدلة على جواز ذكر آه ، فعلينا أن لا نشبه بين هذا وذاك.
يتبع ........
No comments:
Post a Comment