الحديث الثاني
قال الإمام أحمد في مسنده
(17453-)حَدَّثَنَا مُوسَى،
حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
رَبَاحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْبِجَادَيْنِ: " إِنَّهُ أَوَّاهٌ ". وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ
رَجُلًا كَثِيرَ الذِّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ، وَيَرْفَعُ
صَوْتَهُ فِي الدُّعَاءِ
قال معلقه:
حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي
رجال الإسناد ثقات. موسى: هو ابن داود الضَّبِّي،
والحارث بن يزيد:
هو الحضرمي أبو عبد الكريم المصري.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (17418) من طريق عثمان بن صالح السهمي، والطبراني في "الكبير" 17/ (813) ، والبيهقي في "الشعب" (580) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وله شاهد من حديث ابن الأدرع، سيرد 4/337، وفيه قصة، وهو بلفظ: "إنه أواب"، وفي إسناده انقطاع.
وأخر من حديث ابن عباس عند الطبراني (11295/2) ، وأبي نعيم في"الحلية" 1/122، وإسناده ضعيف.
وثالث عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مرسلاً، أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/228 من طريق ابن إسحاق عنه، وابن إسحاق حسن الحديث، ومحمد بن إبراهيم ثقة من رجال الشيخين.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" (17418) من طريق عثمان بن صالح السهمي، والطبراني في "الكبير" 17/ (813) ، والبيهقي في "الشعب" (580) من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن لهيعة، به.
وله شاهد من حديث ابن الأدرع، سيرد 4/337، وفيه قصة، وهو بلفظ: "إنه أواب"، وفي إسناده انقطاع.
وأخر من حديث ابن عباس عند الطبراني (11295/2) ، وأبي نعيم في"الحلية" 1/122، وإسناده ضعيف.
وثالث عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مرسلاً، أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/228 من طريق ابن إسحاق عنه، وابن إسحاق حسن الحديث، ومحمد بن إبراهيم ثقة من رجال الشيخين.
حَدِيثُ ابْنِ الْأَدْرَعِ
قال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية برقم 2911
:
قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ
الْعَقَدِيُّ، حدثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ
الأدرع قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ لَيْلَةً رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقُمْتُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رجل
يصلي في المسجد رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
يُصَلِّي وَيَدْعُو، فَرَفَضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدِي وَقَالَ:
إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ أَوْ قَالَ بالشدة /
قال: ثُمَّ خَرَجْنَا لَيْلَةً أُخْرَى فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا
صَوْتَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ مرائياً فقال صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا، وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ
عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه والآخر أعرابي.
هذا إسناد حسن ص: 373
تخريجه : ذكره البوصيري في الإتحاف (1\ق 19أ) ، وأوورده الهيثمي في المجمع (9\372) وعزاه الى أحمد وقال رجله رجال الصحيح. ورواه أحمد في المسند (3\337) قال ثنا وكيع قال أخبرنا هشام بن سعد، به بنحوه وليس فيه والآخر أعرابي .
الحكم
عليه : الحديث بهذا السند حسن رجاله رجال
الصحيحين غير هشام بن سعد وهو صدوق له أوهام ولكنه من أثبت الناس في زيد بن أسلم
وهو شيخه في هذا الحديث. وقد حسنه ابن حجر هنا بل قال البوصيري : اسناده على شرط مسلم. وقد تابع هشام بن سعد داود بن قيس عن زيد بن أسلم عند أبي يعلى كما ذكر
الحافظ هنا .
الحديث الثالث
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، يَقُولُ : أُوَّهْ ، أُوَّهْ ، فِي دُعَائِهِ . قَالَ : فَخَرَجْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْفِنُ ذَلِكَ الرَّجُلَ لَيْلا عَلَى مِصْبَاحٍ
" .
تخريجه : قال المعلق على
المطالب العالية :فحديث أبي ذر حسن لغيره والله أعلم . وهذا الإسناد ضعيف لجهالة
التابعي الراوي عن أبي ذر . وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1\123 ب)
وعزاه لأبي يعلى وقال سنده ضعيف لجهالة بعض رواته.
وأخرجه أبو بكر بن أبي
شيبة في المصنف (3\346) قال : حدثنا وكيع به نحوه. وأخرجه الحاكم في مستدركه
(1\368) من طريق شعبة ، ‘ن أبي يونس قال: سمعت رجلا كان بمكة ، وكان روميا ، وفي
حديث شعبة اسمه : وقاص، يحدث عن أبي ذر به.
قال الحاكم وسنده معضل ،
ووافقه الذهبي في التلخيص. لكن يشهد له – كما قال الحاكم- ، ووافقه الذهبي في
التلخيص – ما رواه الحاكم في المستدرك (1\368) من طريق اسحق بن منصور السلولي ،
حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار عن جابر أن رجلا كان يرفع صوته
باذكر فقال رجل : لو أن هذا خفض من صوته. فقا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنه
أواه. قال : فلما مات ، فرأى رجل نارا في قبر ، فأتاه فإذا هو رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيه. وهو يقول هلموا الى صاحبكم ، فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته
باذكر .
تابعه أبو أحمد الزبيري،
حدثنا محمد بن مسلم الطائفي . أخرجه الحاكم في المستدرك (1\368) ، ولفظه: عن جابر
بن عبد الله قال : رأيت نارا في المقابر، فأتيتهم فإذا هي رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وهو يقول ناولوني صاحبكم.
قال الحاكم : هذا حديث
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلت: محمد بن مسلم الطائفي إنما
أخرج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقا. انظر هدي الساري (ص :458).
وبالجملة فحديث أبي ذر حسن لغيره ، والله أعلم .
الحديث
الرابع
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَخَلَ قَبْرًا لَيْلًا فَأُسْرِجَ لَهُ سِرَاجٌ فَأَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ
الْقِبْلَةِ ، وَقَالَ : "
رَحِمَكَ اللَّهُ إِنْ كُنْتَ لَأَوَّاهًا تَلَّاءً لِلْقُرْآنِ ،
وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " .
أخرجه الترمذي (975) وقَالَ : حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ ،وأخرجه ابن ماجه
(1520)، وانظر تحفة الأشراف (5889)، والمسند الجامع (6172)
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : ( إن كنت) إن مخففة من المثقلة أي : إنك كنت (لأواها)
بتشديد الواو أي : كثير التأوه من خشية الله
، قال في النهاية : الأواه المتأوه المتضرع ،
وقيل هو الكثير البكاء ، أو الكثير الدعاء (
الحديث الخامس
عن كعب الأحبار رضي الله
عنه ((إن ابراهيم لأواه)) قال :كان اذا ذكر النار قال:أوه.
أخرجه ابن أبي حاتم (888)
وقال محققه : اسناده رجاله موثقون. عبد الله بن رباح الأنصاري أبو خالد المدني ثقة
، من الثالثة. قتله الأرازقة والأثر أخرجه أحمد فيي الزهد( 78) وابن جرير الطبري
في تفسيره (11\51) من طريق جعفر بن سليمان عن أبي عمران . وانظر الدر المنثور
(4\305) وأخرجه أيضا البيهقي في شعب الإيمان (916) .
الحديث السادس
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَنَا عَلِيلٌ يَئِنُّ ، فَقُلْنَا لَهُ : اسْكُتْ فَقَدْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : دَعُوهُ يَئِنُّ فَإِنَّ الأَنِينَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى
يَسْتَرِيحُ إِلَيْهِ الْعَلِيلُ .
رَواه
الإمامُ الرَّافِعي فِي كتاب ‹‹التَّدْوِينُ فِي أَخْبَارِ قَزْوِينَ›› (1499) وهو الذي اعتَمَدَ عليه الجَلالُ السُّيوطِيُّ وأثْبَتَهُ فِي جَامِعِهِ الصَّغيرِ(4228).ورَواه أيضا الدَّيْلَمي في مُسنَد الفِردَوْس(8647)، ولَم يُخْرِج فيه حَديثًا واحدًا مِن المَوْضوعَاتِ. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال(
6707) بلفظ "يا حميراء أما شعرت أن الأنين اسم من أسماء الله يستريح إليه المريض".
وروي هذا
الحديث عن عائشة رضي الله عنها ولكن باسنادين مختلفين.
اسناد التدوين في أخبار قَزوين، لعبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني وفيه يقول: رحمه الله: ثنا محمد بن إبراهيم المصري، ثنا أحمد بن علي القاضي بحمص، ثنا يحيى بن معين، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن بهية عن عائشة رضي الله عنها
واسناد الفردوس في مأثور
الخطاب كما في زهر الفردوس (4\372) قال أخبرنا بدر الطهراني وغانم البرجي قالا
:أخبرنا ابن فاد شاه أخبرنا الطبراني حدثنا مسعود بن محمد الرملي حدثنا أيوب بن
رشيد حدثنا أبي عن نوفل بن الفرات عن القاسم عن عائشة موفوعا
قَال
العَزيزيُّ شارح جامع الصغير: إنَّ هَذَا الحَديثَ حَسَنٌ لِغَيْره".
وهذا الحديث ضعيف فقط على
الأقل ،ولم نر أي وجه للقول بأن هذا الحديث موضوع. وبعضهم يقولون بوضعه، لأن في سنده متهم بالوضع وهو محمد بن
أيوب بن سويد الرملي واذا قرأنا سند ‹‹التدوين في أخبار قزوين›› فلا نجد فيه محمد
بن أيوب بن سويد الرملي ، وانما في محمد بن أيوب رشيد.
وقد بين هذه المسألة الشيح
محمد المدني رحمه الله تعالى ما نصه:
1.
فِي سَنَةِ ... هِجْرية، كَتَبَ في مسألة اسْمِ الصَّدْر، في أعدادٍ مُتوالية من مَجَلَّة الاسْلام المِصرية، جَماعَةٌ من العُلماء بينَ مُثْبِتٍ ونَافٍ، أو نَقول: بَينَ مُقِرٍّ ومُنْكِرٍ.
2.
ودَليل المُثبتين الذي يَعتَمدونَه هُوَ حَدِيثُ الأَنين، غَيرَ أنَّ النَّافينَ يَنفون ثُبَوتَ الحَديثِ، وَعَلَى رَأْسِهِمْ مُحَمَّد زَهرَان الأزْهري، ويُؤخَذ مِمَّا كَتبوه أنَّ حَديثَ الأنين - لَو ثَبَتَ - لَصَحَّ أن يَكونَ دَليلاً لِثُبُوتِ اسْمِ الصَّدْرِ.
3. كَتَب الشيخُ مُحَمَّد زَهرانُ كثيرًا في هذا المَوْضُوع، وحَاصِلُ مَا كَتَبَه أنَّ أحَدَ رُوَاةِ هَذا الحَديثِ وهو مُحَمَّد
بنُ أيّوب بن سُويْدُ وَضَّاعٌ للحديث، فَهَذَا الحَديث مَوضوعٌ.
4. فَأجابَه أحَدُ المُثْبِتينَ وهوَ الشيخُ مُحمدُ عِمْرَانُ بنُ أحْمَدَ عِمرانُ الشاذليُّ الأزهريُّ قائلاً: "إنَّه قَد التَبَسَ عَلَى النَّافي اسْمُ الرَّاوي الكاذبِ باسم غَيرِهِ مِن رُوَاةِ هَذَا الحَديث، لأنَّ رَاوي الحَديث هو مَسْعُود بنُ مُحَمَّد الرَّمْلِي، رَوَى عَن أيَّوبَ بِن رَشيدٍ، لا أيوب بنُ سُوَيدٍ، المُتَكَلَّم فِيه بالضَّعْفِ.
5. قالَ الشَّيخُ عِمرَان: إنَّ حَديثَ الأنين وَرَدَ به في السُنَّة المُطَهَّرَةِ حَديثَانِ:
أَوَّلُهمَا: رَواه الإمامُ الرَّافِعي فِي كتاب التَّدْوِينُ فِي أَخْبَارِ قَزْوِينَ وهو الذي اعتَمَدَ عليه الجَلالُ السُّيوطِيُّ وأثْبَتَهُ فِي جَامِعِهِ الصَّغيرِ.
وثَانيهما رَواه الدَّيْلَمي في مُسنَد الفِردَوْس، ولَم يُخْرِج فيه حَديثًا واحدًا مِن المَوْضوعَاتِ.
قَالَ
الشَّيخ عِمرَانُ: ولَم يُوجَد في رُواة الحديثَيْنِ مَن اسمُهُ مُحَمَّد بن أيوب بن سُوَيْدٍ... إلى أن قالَ الشيخُ عمران: "قَال العَزيزيُّ: إنَّ هَذَا الحَديثَ حَسَنٌ لِغَيْره".
هَذَا
حَاصل مَا كَتَبَهُ النَّافي والمُثْبِتُ، وفِيه الكفايةُ، واللهُ وَلِيُّ الهِدَايَة.
يتبع......
No comments:
Post a Comment